الأسكندرية 10 يونيو 2022
د. محمد شريف
ما زالت ردود الأفعال تتوالى فى الشارع الكروى المصرى بعد تلقى منتخب مصر هزيمة مريرة ومخزية على يد إثيوبيا مساء الخميس على ملعب بينجو بمالاوى ، بنتيجة 2 – 0 مع الرأفة ، وهى أول خسارة أمام إثيوبيا منذ عام 1989 ، أي منذ 33 عاما ، حيث خسرت مصر أمام إثيوبيا في ذهاب تصفيات أمم أفريقيا ، بهدف دون رد .
وأعرب أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ، عن حزنه لهزيمة منتخب مصر، مبديًا استياءه من الأداء الغير مُرضي الذي ظهر به المنتخب أمام الجميع ، وقال أنه حاول أن يساعد اتحاد الكرة وأوصى بإستمرار المدرب البرتغالي كارلوس كيروش ، ولكن اتحاد الكرة كان له رآي آخر ويتحملون اختياراتهم ، فلقد استطاع كيروش أن يحدث طفرة مع المنتخب الوطني خلال ستة أشهر فقط ، وكان يجب أن يستمر إلى 2024 ولكن مجلس إدارة اتحاد الكرة اتخذ قرار بالتغيير ورغم ذلك قدمنا الدعم والمساندة ولكن يجب عليهم أن يعملوا بشكل جيد لتطوير لعبة كرة القدم مثلما نقوم بتطوير الألعاب الفردية .
وأوضح إلى أن الوزارة ليس جهة تحاسب اتحاد الكرة أو غيره من الأندية والذي يحق له محاسبتهم الجمعية العمومية ، هذا وقد أعلن الوزير عن إقامة مؤتمر قومي كبير لمناقشة مشاكل كرة القدم وكيفية تطويرها .
وهاجم خالد بيومي الناقد الرياضي ، المسئولين عن كرة القدم والرياضة بشكلٍ عام ، حيث كتب في تغريدة له على حسابه الشخصي ، ” ترحيل كل مسؤولي كرة القدم والرياضة الحاليين .. وتصفية كل لاعبي المنتخب وتصعيد المنتخب الأولبمبي ، وتخفيض عقود لاعبي الأندية المصرية الي خمسة مليون في الموسم مهما كان اسمه لأنهم لا يستحقوا .. وترحيل الجهاز الفني .. مصر أكبر منكم جميعًا ” .
ويرى أحمد حسام “ميدو” المدير الفني الأسبق للزمالك ، أن الكرة المصرية تحتاج إلى ثورة حقيقية وأفكار من خارج الصندوق من أجل التطور ، وليس تفكير اتحاد الكرة في إقالة إيهاب جلال بعد مباراتين فقط ، هناك أخطاء بالفعل ارتكبها إيهاب جلال ، لكنه ليس المسؤول عن تراجع الكرة المصرية عموما ومنتخب مصر تحديدا ، الأمر يتعلق بالعديد من الأمور والكرة المصرية بحاجة إلى ثورة تغيير ، تتمثل فى :
* عودة الجماهير للمدرجات : لاعبو مصر أصبحوا لا يستطيعون خوض المباريات في حضور الجمهور ولا يتحملون الضغوط .
* إلزام كل فريق بالدوري المصري بتقديم ميزانيته في بداية الموسم وتخصيص 25% منها لتطوير قطاع الناشئين .
* ضرورة إرسال عدة مدربين بصفة دورية للتعلم في أوروبا : رخصة كاف برو التابعة للإتحاد الأفريقي لم يشارك بها أي مدرب مصري ، فكيف سيتطور هؤلاء ويتعلمون الأساليب الحديثة في كرة القدم ؟ .
* لابد أن يكون اتحاد الكرة ورابطة الأندية أقوى ، وأن تكون لدينا بطولة دوري منتظمة ، مع السماح بخروج اللاعبين للاحتراف في أوروبا .
وأشار إلى أن منتخب مصر يفتقد النظام ، وبعض اللاعبين لا يدركون أساسيات كرة القدم ويتقاضون راتبا سنويا 20 مليون جنيه (ما يزيد على مليون دولار) ، كما أن بعض الإعلاميين يبالغون في تمجيدهم .
كما كتب شريف إكرامي حارس مرمى فريق بيراميدز عبر تويتر ” قرأت الكثير من الآراء والتعليقات بعد خسارة منتخب مصر أمس ، أليست هذه نفس المبررات والمقترحات التى نسمعها بعد أي إخفاق وخسارة ، إبداع في النقد ، إفلاس في الحلول ، كأن الحال سيتغير بمدرب مكان آخر أو جيل مكان جيل ، نحدد الأهداف ونخطط عكسها ، يتولى المناصب من يستطيع الوصول إليها وليس من يستحقها ، وعند الإخفاق نبحث عن كبش الفداء المناسب للتهرب دائما من المسؤولية ثم نبدأ سيناريو فشل جديد ” .
وأشار إلى أن الكرة المصرية تحتاج إلى حلول جذرية لإعادة هيكلة المنظومة بالكامل وتغيير شامل في الأفكار مؤكدا أن ” كرة القدم في العالم أصبحت علما يُبنى عليه صناعة واستثمار ” .